للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ (١) : أَلا (٢) أُخْبِرُكُمْ أَوْ أُحَدِّثُكم أَوْ (٣) أُحَدِّثُكم بخيرٍ مِنْ كَثِيرٍ (٤) مِنَ الصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ؟ قَالُوا: بَلَى (٥) ، قَالَ: إصلاحُ ذاتِ البين (٦) ، وإياكم والبِغْضَةَ (٧) فإنما هي الحالقة (٨) .


(١) قوله: يقول ألا أخبركم، هذا موقوف على سعيد عند جميع رواة "الموطأ" إلاَّ إسحاق بن بشر، وهو ضعيف فإنه رواه عن مالك، عن يحيى، عن سعيد، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم. رواه الدارقطني، عن يحيى، عن سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرسلاً. وأخرجه البزار من طريق أم الدرداء، عن أبي الدرداء مرفوعاً. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وأحمد وأبو داود والترمذي وصححه من حديث أبي الدرداء مرفوعاً، كذا ذكره ابن عبد البر وغيره.
(٢) حرف تنبيه.
(٣) شك من الراوي.
(٤) أي بأكثر ثواباً من كثير من العبادات النافلة.
(٥) أي أخبرنا.
(٦) قوله: إصلاح ذات البين، أي إصلاح الحال التي بين الناس، وأنها خير من نوافل الصلاة وما ذُكر معها، قاله الباجي. وقال غيره: أي إصلاح أحوال البين حتى تكون أحوالكم أحوال صحة وأُلفة، أو هو إصلاح الفساد والفتنة التي بين الناس لما فيه من عموم المنافع الدينية والدنيوية. وفي "المُغرب" قولهم: إصلاح ذات البين أي الأحوال التي بينهم، وإصلاحها بالتعهُّد والتفقُّد، ولمّا كانت ملابِسَةً للبين وُصفت به فقيل ذات البين.
(٧) بكسر الباء وسكون الغين تأنيث: شدَّة البغض.
(٨) قوله: فإنما هي الحالقة، في رواية يحيى: فإنها هي الحالقة أي الخصلة التي شأنها أن تحلق أي تُهلك، وتستأصل الدين كما يحلق الموسى الشعر. قال الباجي: أي أنها لا تُبقي شيئاً من الحسنات حتى تذهب بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>