للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِمَنْ قَوِيَ عَلَيْهِ (١) ، وَإِنَّمَا (٢) بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْطَرَ حِينَ سَافَرَ إِلَى مَكَّةَ لأَنَّ النَّاسَ شَكَوْا إِلَيْهِ الْجَهْدَ (٣) مِنَ الصَّوْمِ، فَأَفْطَرَ لِذَلِكَ، وَقَدْ بَلَغَنَا (٤) أَنَّ حَمْزَةَ الأَسْلَمِيَّ (٥) سَأَلَهُ عَنِ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ. فَبِهَذَا (٦) نَأْخُذُ، وَهُوَ قَوْلُ (٧) أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ الله - والعامة (٨) من قبلنا.


حديث أبي سعيد الخدري المتقدِّم: كانوا يَرَوْن أن من وجد قوَّة فصام فحسن، ومن وجد ضعفاً فأفطر فحسن.
(١) قال القاري: أي لقوله تعالى: {وأن تصوموا خيرٌ لكم} (سورة البقرة: الآية ١٨٤) ، وبه قال مالك والشافعي (وبه قال أبو حنيفة كما في لامع الدراري ٥/٤١٥) ، وقال أحمد والأوْزاعي: الفطر أفضل مطلقاً لحديث: ليس من البر الصيام في السفر.
(٢) قوله: وإنما بلغنا ... إلى آخره، دَفْعٌ لما يُتَوَهَّم أنه لو كان الصوم أفضل عند القوة لما أفطر النبي صلّى الله عليه وسلّم في سفر الفتح لأنه كان يستطيع ما لا يستطيعه غيره.
(٣) بفتح الجيم وضمها: المشقة.
(٤) قوله: وقد بلغنا ... إلى آخره، هذا البلاغ أخرجه مالك والشافعي وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارقطني وصححه والحاكم بعبارات متقاربة.
(٥) هو ابن عمر بن عويمر أبو صالح المدني، صحابي جليل، مات سنة ٦١ هـ، كذا ذكره الزرقاني.
(٦) في بعض النسخ: قال محمد: فهذا.
(٧) قوله: وهو قول أبي حنيفة، وكذا أبي يوسف، وبه قال أنس وعائشة وسعيد بن جبير ومجاهد وجابر بن زيد، أخرجه الطحاوي عنهم.
(٨) قوله: والعامة من قبلنا، أي أكثر من مضى من الصحابة والتابعين خلافاً

<<  <  ج: ص:  >  >>