للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أين (١) علماؤكمم (٢) ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِهَذَا الْيَوْمِ (٣) هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ لَمْ يَكْتُبِ (٤) اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، أَنَا صَائِمٌ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ (٥) .

قَالَ مُحَمَّدٌ: صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَانَ وَاجِبًا (٦) قَبْلَ أَنْ يُفترض


(١) قوله: أين علماؤكم؟، قال النووي: الظاهر إنما قال ذلك لمّا سمع من يوجبه أو يحرمه أو يكرهه، فأراد إعلامهم بأنه ليس بواجب، ولا محرم، وقال ابن التين: يحتمل أن يريد به استدعاء موافقتهم، أو بلغه أنهم يَرَوْن صيامه فرضاً أو نفلاً، أو يكون للتبليغ، كذا في "عمدة القاري (٦/١٢١) " شرح صحيح البخاري للعيني.
(٢) أي من الصحابة والتابعين.
(٣) أي في حقه.
(٤) أي لم يُفرض، قوله: لم يكتب الله ... إلى آخره، اتفق العلماء على أن صوم عاشوراء اليوم سُنَّة وليس بواجب، واختلفوا في حكمه أوَّلَ الإِسلام، فقال أبو حنيفة: كان واجباً، واختلف أصحاب الشافعي على وجهين: أشهرهما: أنه لم يزل سُنَّة، ولم يك واجباً قط، والثاني: كقول أبي حنيفة، وقال عياض: وكان بعض السلف يقول: كان فرضاً وهو باقٍ على فرضيّته، قال: وانقرض القائلون بهذا، وحصل الإِجماع على أنه ليس بفرض، كذا في "عمدة القاري".
(٥) قال الحافظ ابن حجر: هو كلمة من كلام النبي صلّى الله عليه وسلّم كما بيّنه النسائي في روايته، ذكره السيوطي.
(٦) قوله: كان واجباً (وبسط الكلام على هذا الشيخُ ابن القيم في "الهدي" وقال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يصوم عاشوراء قبل أن ينزل فرض رمضان، فلما فُرض رمضان تركه، فهذا لا يمكن التخلّص عنه إلا بأنَّ صيامه كان فرضاً قبل رمضان، فحينئذٍ يكون المتروك وجوب صومه لا استحبابه، ويتعين هذا ... إلخ. "لامع الدراري" ٥/٣٨٣) ....إلى آخره، به ورد كثير من الأخبار، فأخرج

<<  <  ج: ص:  >  >>