فيه الموطّأ على وجهه، وجمع كتاباً جليلاً مفيداً، وهو "الاستيعاب في أسماء الصحابة"، وله "كتاب جامع في بيان فضائل العلم وما ينبغي في حمله وروايته" إلى غير ذلك، وكان موفقاً في التأليف معاناً عليه، ونفع الله بتواليفه. وله كتاب "الكافي" في مذهب مالك خمسة عشر مجلداً (قد طبع في جزأين باسم "كتاب الكافي في فقه أهل المدينة المالكي" في مكتبة الرياض) ، وكتاب "الاكتفاء في قراءة نافع وأبي عمرو"، وكتاب "التقصي في اختصار الموطّأ"، وكتاب "الإنباه عن قبائل الرواة"، وكتاب "الانتقاء لمذاهب علماء مالك وأبي حنيفة والشافعي"، وكتاب "البيان في تلاوة القرآن"، وكتاب "الكنى"، وكتاب "المغازي"، وكتاب "القصد والأمم في نسب العرب والعجم"، وكتاب "الشواهد في إثبات خبر الواحد"، وكتاب "الإنصاف في أسماء الله"، وكتاب "الفرائض"، وكتاب "أشعار أبو العتاهية". انتهى ملتقطاً.
وذكره السمعاني في "الأنساب"(١٠/٩٨) في نسبة القرطبي وقال: هو بضم القاف وسكون الراء، وضم الطاء المهملة في آخره الباء، هذة النسبة إلى قرطبة وهي بلدة كبيرة من بلاد المغرب بالأندلس، وهي دار ملك السلطان. انتهى.
- ومنهم: أبو الوليد الباجي سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب التجيبي (نسبة إلى تجيب بالضم وكسر الجيم، قبيلة من كندة، قاله في "لب اللباب"(ش)) الأندلسي، القرطبي الباجي الذهبي المالكي، أصله من مدينة بطليوس فتحول جده إلى باجة (وهي من أقدم مدن الأندلس، وتقع اليوم في البرتغال على بعد ١٤٠ كم إلى الجنوب الشرقي من لشبونة) ، بليدة بقرب إشبيلية فنسب إليها وما هو من باجة المدينة التي بإفريقية التي ينسب إليها الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي، وابنه أحمد. ولد أبو الوليد سنة ثلاث وأربعمائة، وأخذ عن جماعة، وارتحل سنة ست وعشرين فحجّ، ولو مد الرحلة إلى أصفهان والعراق لأدرك إسنادا عالياً، ولكنه جاور بمكة ثلاثة أعوام ملازماً للحافظ أبي ذر الهروي، فأكثر عنه، ثم ارتحل إلى دمشق، وأخذ عن جماعة، وتفقه بالقاضي أبي الطيب، والقاضي أبي عبد الله