للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال عبد الله يجيبه:

معاوي: إن المرء عمرا أبت له ... ضغينة صدر غشها غير نائم

يرى لك قتلى "يابن هند" وإنما ... يرى ما يرى عمرو ملوك الأعاجم

على أنهم لا يقتلون أسيرهم ... إذا منعت منه عهود المسالم

وقد كان منا يوم صفين نعرة ... عليك جناها هاشم وابن هاشم١

قضى ما انقضى منها، وليس الذي مضى ... ولا ما جرى إلا كأضغاث حالم٢

فإن تعف عني تعف عن ذي قرابة ... وإن تر قتلي تستحل محارمي٣

فقال معاوية:

أرى العفو عن عُليا قريش وسيلة ... إلى الله في اليوم العصيب القماطر٤

ولست أرى قتل العداة ابن هاشم ... بإدراك ثأري في لؤي وعامر٥

بل العفو عنه بعد ما بان جرمه ... وزلت به إحدى الجدود العوائر

فكان أبوه يوم صفين جمرة ... علينا فأردته رماح نهابِرِ٦


١ نعر القوم كمنع: هاجوا واجتمعوا في الحرب، ونعر الرجل خالف، وفي الأصل "نقرة" وهو تصحيف.
٢ قضى: مات وذهب، وأضغاث حالم: رؤيا لا يصح تأويلها لاختلاطها.
٣ كان عبد الله بن هاشم من أقرباء معاوية، إذ هو ابن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، ومعاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، فهو يجتمع مع معاوية في جده كلاب.
٤ يوم عصيب: شديد، ويوم قاطر وقطرير: شديد أيضًا.
٥ العداة جمع عاد: وهو العدو، ولؤي هو الجد التاسع لمعاوية وعبد الله بن هاشم "والجد الثامن للنبي عليه الصلاة والسلام" وعامر: هو عامر بن لؤي.
٦ النهابر: المهالك جمع نهبرة بضم النون والباء وكذا النهابير جمع نهبورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>