للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قام أنيف بن حارثة؛ فقال: ما خبيئي وما اسمى؟ فقال: "والسحاب والتراب، والأصباب والأحداب١ والنعم والكتاب٢، لقد خبأت قطامة فسيط٣، وقذة مريط٤، في مدرة من مدى مطيط٥" قال: ما أخطأت شيئًا؛ فمن أنا؟ قال: أنت أنيف، قاري الضيف، ومعمل السيف، وخالط الشتاء بالصيف".

ثم قام عبد الله بن سعد. فقال: ما خبيئي وما اسمى؟ فقال سواد: "أقسم بالسوام العازب٦، والوقير الكارب٧: والمجد الراكب، والمشيح الحارب٨، لقد خبأت نفاثة فنن٩، في قطيع قد مرن١٠، أو أديم قد جرن". قال: ما أخطأت حرفًا فمن أنا؟ قال: أنت ابن سعد النوال، عطاؤك سجال١١، وشرك عضال، وعمدك طوال، وبيتك لا ينال".

ثم قام عارف؛ فقال: ما خبيئي وما اسمي؟ قال سواد: "أقسم بنفنف اللوح١٢


١ الأصباب: جمع صبب كسبب: وهو ما انخفض من الأرض، والأحداب: جمع حدب كسبب أيضًا: وهو ما علا.
٢ الكثيرة.
٣ القطامة: ما قطمته بفيك، والقطم بأطراف الأسنان، والفسيط: قلامة الظفر.
٤ القذة، الريشة، والمريط من السهام: الذي قد تمرط ريشه أي نتف.
٥ المدرة: قطعة طين يابسة، والمدى: جدول صغير يسيل فيه ما هريق من ماء البئر، والمطيطة: الماء الخاثر في أسفل الحوض.
٦ السوام: المال الراعي من الإبل، والعازب: البعيد.
٧ الوقير: القطيع من الغنم، والكارب: القريب.
٨ المشيح: الجاد، في لغة هذيل، وفي غيرها الحاذر، والحارب: السالب حربه حربًا كطلبه طلبًا: سلبه ماله.
٩ النفاثة: ما تنفثه من فيك، والفنن: واحد أفنان الأشجار وهي أغصانها.
١٠ القطيع: ما يقطع من الشجر: ومرن وجرن: لان.
١١ أي متداول بين الناس، لكل فريق منه نصيب.
١٢ النفنف واللوح واحد، وهما الهواء؛ وإنما أضاف لما اختلف اللفظان؛ فكأنه أضاف الشيء إلى غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>