للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٩٠- خطبة ثانية:

وقال مالك بن دينار: غدوت إلى الجمعة؛ فجلست قريبًا من المنبر، فصعد الحجاج، ثم قال:

"امرؤ حاسب نفسه، امرؤ راقب ربه، امرؤ زوَّر١ عمله، امرؤ فكر فيما يقرؤه غدًا في صحيفته، ويراه في ميزانه، امرؤ كان عند همِّه آمرًا، وعند هواه زاجرًا، امرؤ أخذ بعنان قلبه، كما يأخذ الرجل بخطام جمله، فإن قاده إلى حقٍّ تبعه، وإن قاده إلى معصية الله كفَّه، إننا والله ما خلقنا للفناء، وإنما خلقنا للبقاء، وإنما ننتقل من دار إلى دار".

"عيون الأخبار م٢: ص٥٢١، العقد الفريد ٢: ١٥٢، والبيان والتبيين ٢: ٨٨، شرح ابن أبي الحديد م١: ص١٥٠".

٢٩١- خطبة ثالثة:

وخطب يومًا، فقال:

أيها الناس، اقدَعُوا٢ هذه الأنفس؛ فإنها أسْألُ٣ شيء إذا أعطيت، وأعصى٤ شيء إذا سئلت، فرحم الله امرأ جعل لنفسه خطامًا وزمامًا فقادها بخطامها إلى طاعة الله، وعطفها بزمامها عن معصية الله؛ فإني رأيت الصبر عن محارم الله، أيسر من الصبر على عذاب الله٥".

"شرح ابن أبي الحديد م: ص١٥٠، وسرح العيون ١٢١، وعيون الأخبار م٢: ص٢٤٧، والبيان والتبيين ١: ٢٠٦، وتهذيب الكامل ١: ١٩".


١ زوره: حسنه.
٢ قدعه كمنعه وأقدعه: كفه وكبحه.
٣ وفي عيون الأخبار: "أيها الناس، احفظوا فروجكم، وخذوا الأنفس بضميرها؛ فإنها أسوك شيء ... " وأسوك: أضعف، من ساك الرجل سواكًا: سار سيرًا ضعيفًا.
٤ وفي رواية "وأعطى شيء وهو تحريف.
٥ قال ابن أبي الحديد: "وأكثر الناس يروون هذا الكلام عن عَلِيٍّ عليه السلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>