للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٩٢- خطبة رابعة:

وخطب فقال:

"اللهم أرني الغيَّ غيًّا فأجتنبه، وأرني الهدى هدًى فأتبعه، ولا تكلني إلى نفسي فأضل ضلالًا بعيدًا، والله ما أحب أن ما مضى من الدنيا لي بعمامتي هذه، ولما بقي منها أشبه بما مضى من الماء بالماء".

"العقد الفريد ٢: ١٥٢، والبيان والتبيين ٢: ٦٩، ١: ٢٠٦، وشرح ابن أبي الحديد م١: ص١٥٠، وسرح العيون ص١٢٢".

٢٩٣- خطبة خامسة:

ومن كلامه:

"إنَّ امرأ أتت عليه ساعة من عمره، لم يذكر فيها ربه، ويستغفر ربه من ذنبه، ويفكر في معاده، لجدير أن يطول حزنُه، ويتضاعف أسفُه، إنّ الله كتب على الدنيا الفناء، وعلى الآخرة البقاء؛ فلا بقاء لما كُتب عليه الفناء، ولا فناء لما كُتب عليه البقاء، فلا يغرنكم شاهد١ الدنيا، عن غائب الآخرة، واقهرُوا طول الأمل، بقصر الأجل٢".

"شرح ابن الحديد م١: ص١٥٠، ومروج الذهب ٢: ١٤٨، والبيان والتبيين: ٢: ٩٩، سرح العيون ١٢١، وتهذيب الكامل ١: ١٩".


١ أي حاضرها.
٢ قال الشعبي: سمعت الحجاج يقول بكلام ما سبقه إليه أحد؛ سمعته يقول: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ كتب على الدنيا الفناء ... إلخ"، وروى الجاحظ عن أبي عبد الله الثقفي عن عمه قال سمعت الحسن البصري يقول: لقد وقذتني كلمة سمعتها من الحجاج، قلت: وإن كلام الحجاج ليقذك؟ قال: نعم، سمعته على هذه الأعواد يقول: "إنّ امرأ ذهبت ساعة من عمره في غير ما خلق له لحري أن تطول عليها حسرتُه".

<<  <  ج: ص:  >  >>