للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا ظفرت بذي اللبابة والتقى ... فبه اليدين "قرير عين" فاشدد١

وإذا رأيت "ولا محالة" زلة ... فعلى أخيك بفضل حلمك فاردد

ثم قال: أي بني، إذا أحببت فلا تفرط، وإذا أبغضت فلا تشطط٢، فإنه قد كان يقال: أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما، وكن كما قال هدبة بن الخشرم العذري:

وكن مغفلا للحلم واصفح عن الخنا ... فإنك راءٍ ما حييت وسامع٣

وأحبب إذا أحببت حبا مقاربا ... فإنك لا تدري متى أنت نازع٤

وأبغض إذا أبغضت بغضا مقاربا ... فإنك لا تدري متى أنت راجع

وعليك بصحبة الأخيار، وصدق الحديث، وإياك وصحبة الأشرار، فإنه عار، وكن كما قال الشاعر:

اصحب الأخيار وارغب فيهم ... رب من صاحبته مثل الجرب

ودع الناس فلا تشتمهم ... وإذا شاتمت فاشتم ذا حسب

إن من شاتم وغدا كالذي ... يشتري الصفر بأعيان الذهب٥

واصدق الناس إذا حدثتهم ... ودع الناس فمن شاء كذب

"الأمالي ٢: ٢٠٤، والبيان والتبيين ٢: ٥٧، ١٣٨"


١ لب من باب تعب، وفي لغة كقرب مع الفتح في المضارع لبابة: أي صار ذا لب بالضم وهو العقل.
٢ شط في حكمه، وأشط: جار.
٣ المعقل: الملجأ، والخنا: الفحش.
٤ نزع عن الشيء: انتهى عنه.
٥ الصفر كقفل، وكسر الصاد لغة: النحاس.

<<  <  ج: ص:  >  >>