للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أعرابي: "من لم يرضَ عن صديقه إلا بإيثاره على نفسه، دام سَخطُه، ومن عاتب على كل ذنب كثُر عدوّه، ومن لم يؤاخِ من الإخوان إلا مَن لا عيب فيه قَلَّ صَدِيقه".

"الأمالي ١: ٢١٨".

عن عبد الرحمن عن عمه قال: قلت لأعرابي ما تقول في المِرَاء؟ قال: "ما عسى أن أقول في شيء يُفْسِد الصداقة القديمة، ويَحُلّ العُقدة الوثيقة، أقل ما فيه أن يكون دُرْبَةً للمغالبة من أمتَنِ أسباب الفتنة".

"الأمالي ١: ٢٥٨".

عن عبد الرحمن عن عمه قال: سمعت أعرابيًّا يقول: "لا يوجَد العَجُول محمودًا، ولا الغَضُوب مسرورًا، ولا المَلُول ذا إخوان، ولا الحرُّ حريصًا، ولا الشَّرِه غنيًّا".

وقال سمعت أعرابيًّا يقول: "صُنْ عقلك بالحلم، ومروءتك بالعفاف، ونجدَتُك بتجانبة الخيلاء، وخَلَّتك١ بالإجمال في الطلب".

"الأمالي ٢: ٣٢".

وقال: سمعت أعرابيًّا يقول: "أقبح أعمال المقتدرين الانتقام، وما اسْتُنْبِطَ الصواب بمثل المشاورة، ولا حُصِّلَت النعم بمثل المواساة، ولا اكتسِبَتْ البغضاء بِمِثْلِ الكِبْر".

"الأمالي ٢: ٣٢، وزهر الآداب ٢: ٣".

وقال أعرابي: "خير الإخوان من يُنِيلُ عُرْفًا، أو يدفع ضُرًّا".

"الأمالي ٢: ٤١".

عن عبد الرحمن عن عمه قال: سمعت أعرابيًّا يقول: "العاقل حقيق أن يُسَخِّيَ بنفسه عن الدنيا؛ لعلمه أن لا ينال أحد فيها شيئا إلا قَلَّ إمتاعه به، أو كَثُرَ عَنَاؤه فيه، واشتدت مَرزِئَتُه٢ عليه عند فِرَاقه، وعَظُمَت التَّبِعَة فيه بعده".

"الأمالي ٢: ٤١".

وقال أعرابي: "خَصْلتان من الكرام: إنصاف الناس من نفسك، ومواساة الإخوان".

"الأمالي ٢: ٧٣".


١ الحلة: الفقر.
٢ المرزئة والرزء والرزيئة: المصيبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>