للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالت امرأة من الأعراب: "أصبحنا ما يرقد لنا فرس، وما ينام لنا حرس".

"البيان والتبيين ٢: ٨٢"

وقال أعرابي "مضى لنا سلفٌ أهل تَوَاصُل، اعتقدوا١ مِنَنًا، واتخذوا الأيادي ذخيرةً لمن بعدهم، يَرَون اصطناع المعروف عليهم فرضًا لازمًا، وإظهار البرّ واجبا، ثم جاء الزمان ببنينَ، واتخذوا منهم بضاعة، وبِرَّهم مُرَابَحة٢، وأياديَهم تجارة، واصطناع المعروف مُقَارَضَةً، كنقدٍ، خُذْ مِنِّي وهات".

وقيل لأعرابي في مرضه: ما تشتكي؟ قال: "تمام العِدَّة، وانقضاء المدة".

ونظر أعربي إلى رجل يشكو ما هو فيه من الضيق والضرّ فقال: "يا هذا أتشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك؟ ".

"العقد الفريد ٢: ٨٥".

ووصف أعرابي الدنيا فقال: "هي رَنْقة٣ المشارب، جَمَّة المصائب، لا تُمَتِّعك الدهر بصاحب".

وقال أعرابي: "حسبك من فساد الدنيا أنك ترى أَسْمِنَةً٤ تُوضَع، وأخفافًا ترفَع، والخير يُطْلَب عند غير أهله، والفقير قد حلّ غير محلّه".

"العقد الفريد ٢: ٨٦".


١ من اعتقد مالا؛ اقتناء.
٢ رابحة على السلعة: أعطاه ربحا.
٣ كدرة.
٤ جمع سنام، والمراد ما كان عاليا.

<<  <  ج: ص:  >  >>