للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل لأعرابي: كيف ابنك -وكان به عاقّا- قال: "عذاب لا يقاومه الصبر، وفائدة لا يجب فيها الشكر، فليتني قد استودعته القبر".

"العقد الفريد ٢: ٩٧".

عن الأصمعي قال: قيل لأعرابي قَدِم الحَضْرة١، ما أقدمك؟ قال: "الحَيْن٢، الذي يُغَطِّي العَيْن".

"الأمالي ١: ٢٠٢".

وأصيب أعرابي بابن له، فقال وقد قيل له اصْبِر: "أعلى الله أتجلَّد، أم في مصيبتي أتبلَّد؟ والله لَلْجَزع من أمره أحبُّ إليّ الآن من الصبر، لأن الجزع استكانة، والصبر قساوة، ولئن لم أّجْزَع من النقص لم أَفْرَح بالمزيد".

"زهر الآداب ٣: ١٦٤".

وقيل لأعرابي: لِمَ لا تضرب في الأرض؟ فقال: "يمنعني من ذلك، طفل بارك ولِصّ سانِك، ثم إني لست بعد ذلك واثقًا بِنُجْح طَلِبتي، ولا معتقدا قضاء حاجتي، ولا راجيا عطف قرابتي؛ لأني أُقْدَم على قوم أطغاهم الشيطان، واستمالهم السلطان، وساعدهم الزمان، وأسكرهم حَدَاثَة الأسنان".

"زهر الآداب ٣: ٢٤٤".

وقال بعض الأعراب: "نالنا وَسْمِيٌّ٣، وخَلَفَه وليُّ، فالأرض كأنها وَشْي٤ عَبْقَريُّ ثم أتتنا غيومُ جَرَادٍ، بمناجلِ حَوادّ٥، فخرَّبت البلاد، وأهلكت العباد، فسبحان من يُهْلِك القوي الأَكُول، بالضعيف المأكول".

"زهر الآداب ٣: ٣٤٦".


١ الحضرة: خلاف البادية كالحضر بالتحريك.
٢ الهلاك.
٣ الوسمى: مطر الربيع الأول، والولي: المطر الذي يأتي بعد المطر.
٤ الوشي: نقش الثوب، والعبقري: المنقطع النظير، نسبة إلى عبقر، موضع تزعم العرب أنه من أرض الجن، ثم نسبوا إليه كل شيء تعجبوا من حذفه، أو جودة صنعته.
٥ المناجل جمع منجل كمنبر: حديدة يقضب بها الزرع. وحواد جمع حادة أي قاطعة، وفي الأصل "حراد" وأراه محرفًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>