للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصف أعرابي امرأة حسناء فقال: "تَبْسِم عن خَمْش١ اللِّثات، كأَقَاحِي النبات، فالسعيد من ذاقه، والشقي من راقه".

وذكر أعرابي امرأة فقال: "هي السُّقم الذي لا برء منه، والبرء الذي لا سقم معه وهي أقرب من الحشا، وأبعد من السَّما".

ووصف أعرابي امرأة فقال: "بيضاء جعدة٢ لا يمس الثوب منها إلا مُشَاشَة٣ كتفيها، وحَلَمَةُ ثدييها، ورضْفَيْ ركبتيها، ورانِفَتَي أَلْيتيها، وأنشد:

أبت الروادف والثُّديُّ لِقُمْصِها ... مس البطون وأن تمس ظهورا

وإذا الرياح مع العشي تناوحت ... نبَّهْنَ حاسدة وهِجْنَ غيورا

وذكر أعرابي امرأة فقال: "تلك شمس باهت بها الأرض شمس سمائها، وليس لي شفيع في اقتضائها٤، وإن نفسي لَكًتُوم لدائها، ولكنها تفيض عند امتلائها".

وقال أعرابي في امرأة ودّعها للمسير: "والله ما رأيت دمعة تَرَقْرَق من


١ خدش، والأقاحي جمع أقحوان بالضم: وهو نبت طيب الريح حواليه ورق أبيض، ووسطه صفر، وراقه: أعجبه.
٢ الجعد من الشعر: خلاف السبط، أو القصير منه، ورجل جعد الشعر والأنثى جعدة، والجعد أيضًا المدمج الحلق لمجتمع بعضه إلى بعض، والجعد إذا ذهب به مذهب المدح فله معنيان مستحبان: أحدهما أن يكون معصوب الجوارح شديد الأسر والحلق غير مسترخ ولا مضطرب، والثاني أن يكون شعره جعدًا غير سبط لأن سبوطة الشعر هي الغالبة على شعور العجم من الروم والفرس، وجعودة الشعر هي الغالبة على شعور العرب.
٣ المشاشة: رأس العظم، والرضف: عظام في الركبة كالأصابع المضمومة قد أخذ بعضها بعضًا، والرانفة: أسفل الألية عند القيام.
٤ اقتضى دينه وتقاضاه بمعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>