للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عين بإثمد١ على ديباجه خَدّ، أحسن منه عبرة أمطرتها عينها، فأعشت بها قلبي".

وقال أعرابي: "إن لي قلبا مَرُوعا٢، وعينا دموعا، فماذا يصنع كل واحد منهما بصاحبه، مع أن داءهما دواؤهما، وسُقمهما شفاؤهما؟ ".

وقال أعرابي: "ما أشد جولة الرأي عند الهوى، وفِطَام النفس عن الصبا! ولقد تقطعت كبدي! لوم العاذلين للعاشقين قِرَطَة في آذانهم، ولوعات الحب نيران في أيدانهم، مع دموع على المَغاني٣، كَغُروب السَّوَاني".

وذكر أعرابي امرأة فقال: "لقد نعمت عين نظرت إليها، وشقي قلب تفجَّع عليها، ولقد كنت أزورها عند أهلها، فيرحِّب بي طرفها، ويتجهَّمني لسانها" قيل له: فما بلغ من حُبِّك لها؟ قال: "إني ذاكر لها وبيني وبينها عَدْوَة الطائر، فأجد لذكرها ريح المسك".

وقال أعرابي: "الهوى هوان، ولكن غُلِط باسمه، وإنما يعرف من يقول، من أبكته المنازل والطُلُول".

وذكر أعرابي امرأة فقال: "إن لساني لذكرها لذلول، وإن حبها لقلبي لقتول، وإن قصير الليل بها ليطول".


١ الإثمد: الكحل، والديباجة: الخد.
٢ مفزء.
٣ المغاني جمع مغنى: وهو المنزل، والغروب جمع غرب كشمس: وهو الدلو العظيمة، والسواني جمع سانية: وهي الناقة يسقى عليها، والغرب وأداته.

<<  <  ج: ص:  >  >>