للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسلطانه، وقبض الله يده، وأوهن عضده، فإنه جائر لا ينصف في حكم، أعمى لا ينطق بعدل، ولا يُقَصِّر في ظلم، ولا يرعوي لذمّ، ولا ينقاد لحقّ، ولا يُبقي على عقل وفهم. لو ملك الهوى وأطيع، لردَّ الأمور على أدبارها، والدنيا على أعقابها".

وسئل أعرابي عن الهوى فقال: "هو داء تداوى به النفوس الصَّحَاح، وتُسَلُّ منه الأرواح، وهو سُقْم مُكْتَتَم، وحَمِيم١ مُضْطَرم، فالقلوب له مُنْضَجة، والعيون ساكِبَة".

"زهر الآداب ٣: ١٨".

ووصف أعرابي امرأة يحبها فقال: "هي زينة الحضور، وباب من أبواب السرور، ولذكرها في المغيب، والبعد عن الرقيب، وأشهى إلينا من كل ولد ونسيب، وبها عرف فضل الحور العين، واشتيق بها إليهن يوم الدين".

"زهر الآداب ٣: ٢٤٤".

ووصف أعرابي نساء فقال:

"يَلْتَثِمْنَ على السبائك٢، ويَتَّشِحَنَ على النَّيَازِك٣، ويَأْتَزِرْنَ على العَوَانِك٤ ويَرْتَفِقْنَ على الأرائك٥، ويتهادين على الدَّرَانِك٦، وابتسامهن وَمِيض عن وَلِيع كالإغريض٧، وهُنَّ إلى الصبا صُوٌر، وعن الخَنَا نور٨".

"الأمالي ١: ٤٤، وزهر الآداب ٣: ١٨".


١ الحميم: الماء الحار. وفي الأصل: "وحمى" وأراه محرفًا عن حميم، ويناسبه قوله بعد: "وللعيون ساكبة".
٢ اللئام على الفم، واللفام على طرف الأنف، تلثمت المرأة وتلفمت، والسبائك هنا الأسنان شبهها لبياضها بالسبائك.
٣ النيازك جمع نيزك كجعفر: وهو الرمح القصير.
٤ العوانك جمع عانك: وهو رمل منعقد يشقى فيه البعير لا يقدر على السير.
٥ الأرائك جمع أريكة: وهي السرر أو الفراش، وارتفق: اتكأ على مرفق يده، أو على المخدة.
٦ يتهادين: يمشين مشيا ضعيفًا، والدرانك: الطنافس جمع درنوك كعصفور، ودرنك كزبرج.
٧ الوميض: اللمعان الخفي، والوليع: الطلع، كأنه نظم اللؤلؤ في شدة بياضه. قال الشاعر يصف ثغر امرأة: وتبسم عن نير كالوليع، والإغريض: الطلع حين ينشق عن كافوره، والبرد "بتحريك الراء".
٨ صور: موائل، ومنه قيل للمائل العنق أصور، ونور: نافرات من الريبة جمع نورا كسحاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>