للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"حَيَّا الله هذه الوجوه، وجعلني فِدَاءها، إني قد أمرت طائِفِي بالليل أن لا يرى أحدًا إلا أتاني به، وإن كنت أنا هو"، ثم نزل.

وخطب عبد الله بن عامر١ بالبصرة في يوم أَضْحَى، فأرتج عليه، فمكث ساعة، ثم قال:

"والله لا أجمع عليكم عِيًّا ولُؤْمًا، من أخذ شاة من السوق فهي له، وثمنها عليّ".

قال الجاحظ: ولما حَصِرَ عبد الله بن عامر على منبر البصرة، شقَّ ذلك عليه، فقال له زياد: "أيها الأمير، إنك إن أقمت عامة من تَرَى، أصابه أكثر مما أصابك".

وكان سعيد بن بَحْدَل الكلبي على قِنَِّسْرِين٢، فوثب عليه زُفَر بن الحارث، فأخرجهُ منها، وبايع لابن الزبير٣، فلما قعد زفر على المنبر قال: "الحمد لله الذي أقعدني مقعد الغادر الفاجر"، وحَصِرَ، فضحك الناس من قوله.

وصعد عَدِيّ بن أَرْطَاة٤ المنبر، فلما رأى جماعة الناس حَصِرَ فقال: "الحمد لله الذي يُطْعِمْ هؤلاء ويُسْقِهم".

وصعد رَوْح بن حاتم المنبر، فلما رآهم شَفَنُوا٥ أبصارهم، وفتحوا أسماعهم نحوه،


١ انظر هامش الجزء الأول ص٣٥٥.
٢ كورة بالشأم.
٣ انظر هامش الجزء الثاني ص١٤١
٤ كان عامل يزيد بن عبد الملك على البصرة.
٥ شفته كضربة وعلمه شفونا: نظر إليه بمؤخر عينيه، أو رفع طرفة ناظرًا إليه كالمتعجب أو كالكاره.

<<  <  ج: ص:  >  >>