للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا وإن ربيعة قوم كُشْفٌ١، فإذا رأيتموهم فاطْعَنُوا الخيل في مَنَاخِرها، فإن فرسا لم يُطْعَن في مَنْخَِره إلا كان أَشَدَّ عَلَى فارسه من عدوّه٢".

وضربت بنو مازن الحتاتَ بن يزيد المَجَاشِعيّ، فجاءت جماعة منهم، فيهم غالِبٌ أبو الفرزدق فقال: "يا قوم كونوا كما قال الله: لا يعجِزَ القوم إذا تعاونوا".

وخطب عديّ بن زياد الإِياديّ، فقال: "أقول لكم كما قال العبد الصالح لقومه: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} ٣، قالوا له: "ليس هذا من قول عبد صالح، إنما هو من قول فرعون"، قال: من قاله فقد أحسن".

وروى الطبري أن عبد الله بن الزبير كان وَلَّى أخاه عبيدة على المدينة، ثم نزعه عنها، وكان سب عزله إياه أنه خطب الناس، فقال لهم: قد رأيتم ما صُنِع٤ بقوم في ناقة قيمتها خَمْسُمَائِة درهم، فسمي مُقَوِّم الناقة، وبلغ ذلك ابن الزبير فقال: إن هذا لهو التكلف.

وروى الجاحظ وابن عبد ربه هذا الخبر فقالا: خطب والي اليمامة٥، فقال: "إن الله لا يُقَارُّ٦ عباده على المعاصي، وقد أهلك الله أمَّة عظيمة في ناقة ما كانت تساوي مائتي درهم"، فسمي مقوِّم ناقة الله.


١ كشف جمع أكشف: وهو من ينهزم في الحرب، ومن لا ترس معه في الحرب، ومن لا بيضة على رأسه.
٢ وروى الطبري أن عبد الله بن خازم قال ذلك القول لأصحابه بخراسان، قال لهم: "إذا لقيتم الخيل فاطعنوها في مناخرها، فإنه لن يطعن فرس في نخزته إلا أدبر أورمى بصاحبه". "الطبري ٧: ٤٦".
٣ الآية الكريمة: {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى....} .
٤ يشير إلى ثمود قوم صالح عليه السلام، انظر هامش الجزء الثاني ص٣٥٢.
٥ لعلها المدينة.
٦ أي لا يقرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>