لاستقامتهما لأبي بكر وعمر وبغيهما علي وهما يعلمان أني لست دون أحدهما، ولو شئت أن أقول لقلت، ولقد كان معاوية كتب إليهما من الشام كتابًا يخدعهما فيه، فكتماه عني، وخرجا يوهمان الطغام أنهما يطلبان بدم عثمان. والله ما أنكرا علي منكرًا، ولا جعلا بيني وبينهم نصفا، وإن دم عثمان لمعصوب بهما ومطلوب منهما، يا خيبة الداعي إلام دعا؟ وبماذا أجيب؟ والله إنهما لعلى ضلالة صماء، وجهالة عمياء، وإن الشيطان قد ذمر لها حزبه، واستجلب منهما خيله ورجله، ليعيد الجور إلى أوطانه، ويرد الباطل إلى نصابه.
ثم رفع يديه فقال: اللهم إن طلحة والزبير قطعاني، وظلماني وألبا علي، فاحلل ما عقدا، وانكث ما أبرما، ولا تغفر لهما أبدًا، وأرهما المساءة فيما عملا وأملا".