على أنه قد تقررت القراءات، ودونت، وتميز الصحيح منها من الشاذ، والمتواتر من الفاذ.
وقد قسم الإمام أبو الفضل، ابن طاهر، والسيخ أبو عمرو ابن الصلاح، ومن تابعهما، الأسانيد من جهة العلو إلى خمسة أقسام.
[وهي ترجع إلى علو مسافة- وهو: قلة الوسائط-، وإلى علو صفة.]
فالأول:
القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة [العدد] بإسناد صحيح سالم من الضعف، وهذا أمثل أقسام العلو وأجلها.
قال الشيخ أحمد القسطلاني في كتابه "لطائف الإشارات في علوم القراءات":
وأعلى ما وقع لنا من ذلك، أن بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم خمسة عشر رجلا، وذلك في قراءة ابن عامر، متن رواية ابن ذكوان، لثبوت قراءة ابن عامر [من رواية ابن ذكوان] على أبي الدرداء، وهو أني قرأت بها على مشايخ القراء أصحاب العلامة شمس الدين أبي الخير محمد بن الجزري،