وتحريم الربا وحل البيع، ثم بين أحوال الدين والمداينة بقوله تعالى:{يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدينٍ إلى أجلٍ مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل}[البقرة: ٢٨٢]، ثم بين الشهادة والإشهاد، وكتمان الشهادة، ونصاب الشهادة.
فإذا نظر المتأمل إلى ما اشتملت عليه هذه السورة الشريفة من الأحكام المترتبة، وذكر الأهم فالأهم من الأحكام على حسن [هذه] المناسبة في الآيات.
ومن حسن هذه المناسبة أخذ الفقهاء ترتيب كتب الفقه، فبدئوا بالصلاة، ثم الزكاة، ثم الصوم والاعتكاف، ثم الحج، ثم النكاح، ثم الطلاق، والإيلاء، والخلع، والرضاع، ثم البيوع، والربا، والديون والشهادات.
فانظر أيها المتأمل إلى هذا الترتيب الحسن، ثم ما وقع من الفصل بالمواعظ والقصص بين هذه الأحكام، فله مناسبة بالأوائل والأواخر- والله أعلم-.
فصل
المناسبة في اللغة المشاكلة والمقاربة، ومرجعها في الآيات ونحوها إلى معنى رابط بينها، عام أو خاص، عقلي أو حسي أو خيالي أو غير ذلك من أنواع العلاقات أو التلازم الذهني، كالسبب والمسبب، والعلة والمعلول، والنظيرين والضدين، ونحوه.