به لارتفاع اللسان بها - عند النطق - إلى أعلى الحنك. قال ابن الجزري: وهي حروف التفخيم علي الصواب، وزاد مكي عليها الألف، وهو وهم، فإن الألف تابع لما قبله، فلا يوصف بترقيق ولا تفخيم. وأعلاها الطاء وما عداها مستفلة لانحطاط اللسان - عند النطق بها - إلى قاع الفم.
وأما المنطبقة ففي أربعة أحرف: الصاد، والضاد، والطاء، والظاء، لتلاقي طابقتي اللسان عند النطق بها، مع استعلائها في الفم، وهو لغة التلاصق والتساوي، وبعضها أقوى من بعض، فالطاء أقواها في الإطباق وأمكنها، لجهرها وشدتها، والظاء أضعفها في الإطباق لرخاوتها وانحرافها إلى طرفي اللسان مع أصول الثنايا العليا، والصاد والضاد متوسطتان في الإطباق. وما عداها من الحروف منفتحة؛ لتجافي اللسان عن الحنك حتى يخرج الريح من بينهما عند النطق بها، وفي تسميتهم المنطبقة [بما] ذكر تجوز، لأن الطبق إنما هو باللسان والحنك، وأما الحرف فهو مطبق عنده فاختصر فقيل: مطبق، ومثله كثير في الاستعمال. والكلام في المنفتحة كذلك، لأن الحرف لا ينفتح، وإنما ينفتح [عنده] اللسان عن الحنك، وكذا المستعلية، إلا أن يقال: سميت لخروج صوتها من جهة العلو.
وأما المذلقة: فستة أحرف جمعوها في (فر من لب)، لأنه يعتمد عليها