للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخامس: أن تكون للتعليل، كـ «إذ»، قاله الكوفيون، وخرجوا عليه قوله تعالى: {واتقوا الله إن كنتم مؤمنين} [المائدة: ٥٧]، {لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله ءامنين} [الفتح: ٢٧]، {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} [آل عمران: ١٣٩]، ونحو ذلك مما الفعل فيه محقق الوقوع، وأجاب الجمهور عن آية المشيئة أنها تعليم للعباد كيف يتكلمون إذا أخبروا عن المستقبل، أو بأن أصل ذلك الشرط، ثم صار يذكر للتبرك، أو أن المعني: لتدخلن جميعاً - إن شاء الله - بأن لا يموت أحد منك قبل الدخول، وعن سائر الآيات بأنه شرط جيء به للتهييج والإلهاب، كما تقول لابنك: إن كنت ابني فأطعني.

السادس: أن تكون بمعنى (قد)، ذكره قطرب، وخرج عليه قوله تعالى: {فذكر إن نفعت الذكرى} [الأعلى: ٩]، أي: قد نفعت، والأصح معنى الشرط فيه؛ لأنه مأمور بالتذكير على كل حال، وقال غيره: هي للشرط، ومعناه ذمهم، واستبعاد نفع التذكير فيهم، وقيل: التقدير: وإن لم تنفع على حد قوله تعالى: {سرابيل تقييكم الحر} [النحل: ٨١].

فائدة:

قال بعضهم: وقع في القرآن (إن) بصيغة الشرط وهو غير مراد في ستة مواضع: / {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا} [النور: ٣٣]، {وأشكروا نعمت الله إن كنتم إياه تعبدون} [النحل: ١١٤]، {وإن كنت على سفر ولم تجدوا كاتباً فرهان مقبوضة} [البقرة: ٢٨٣]، {إن ارتبتم فعدتهن} [الطلاق: ٤]، {أن تقصروا من الصلاة إن خفتم} [النساء: ١٠١]، {وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحاً} [البقرة: ٢٢٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>