الأولى مبتدأ، والثانية خبر، والمنصوبان حالان، وكذا جملة «ليس» ومعمولاها، والمعنى: وقت وقوع الواقعة خافضة لقوم، رافعة لآخرين، هو وقت رج الأرض، والجمهور أنكروا خروجها عن الظرفية، وقالوا في الآية الأولى: إن «حتى» حرف ابتداء دخل على الجملة بأسرها ولا عمل له، وفي الثانية: إن {إذا} الثانية بدل من الأولى، والأولى ظرف، وجوابها محذوف لفهم المعنى، وحسنه طول الكلام، وتقديره بعد {إذا} الثانية: أي: انقسمتم أقساماً، وكنتم أزواجاً ثلاثة.
وقد تخرج عن الاستقبال فترد للحال، نحو:{والليل إذا يغشى}) [الليل: ١]، فإن الغشيان مقارن الليل، {والنهار إذا تجلى}[الليل: ٢]، {والنجم إذا هوى}) [النجم: ١]، وللماضي نحو:{وإذا رأوا تجارة أو لهوا ... )} الآية [الجمعة: ١١]، فإن الآية نزلت بعد الرؤية والانفضاض، وكذا قوله تعالى:{ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه}[التوبة: ٩٢]، {حتى إذا بلغ مطلع الشمي}[الكهف: ٩٠]، {حتي إذا ساوى بين الصدفين}[الكهف: ٩٦].
وقد تخرج عن الشرطية نحو قوله تعالى:{وإذا ما غضبوا هم يغفرون}[الشوري: ٣٧]، {والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون}[الشوري: ٣٩]، فإذا في الآيتين ظرف لخبر المبتدأ بعدها، ولو كانت شرطية والجملة الاسمية جواباً لاقترنت بالفاء، وقول بعضهم: إنه على تقديرها مردود: بأنها لا تحذف إلا ضرورة، وقول آخر: إن الضمير توكيد لا مبتدأ، وأن ما بعده الجواب تعسف، وقول آخر: إن جوابها محذوف مدلول عليه بالجملة بعدها تكلف من غير ضرورة.
تنبيهات:
الأول: المحققون على أن ناصب {إذا} شرطها، والأكثرون أنه ما في