ريب، إذ صيانة جميع حروف القرآن عن التبديل والتحريف واجبة، ولا يقال: إن وجوب التجويد على القارئ مقصور على ما يلزم المكلف قراءته في المفروضات، لأنا نقول: لا رخصة في تغيير لفظ منه، وقد قال تعالى مخاطبا لرسوله صلى الله عليه وسلم خصوصا، ولأمته عموما:{ورتل القرآن ترتيلا}[المزمل: ٤]، فلم يقتصر سبحانه وتعالى على الأمر بالفعل، حتى أكده بالمصدر اهتماما به وتعظيما له، ليكون عونا على تدبر القرآن وتفهيمه/، وكذلك كان صلى الله عليه وسلم يفعل كما نعتت أم سلمة - رضي الله تعالى عنها - قراءته صلى الله عليه وسلم فقالت: قراءة مفسرة حرفا حرفا، رواه الترمذي، وقالت عائشة رضي الله عنها: كان صلى الله عليه وسلم يقرأ السورة حتى تكون أطول من أطول منها.
وقد قسم أهل الأداء القراءة أربعة أقسام: التحقيق، والحدر - بالدال المهملة الساكنة -، والتدوير، والترتيل.
فالتحقيق: المبالغة للشيء على حده من غير زيادة فيه ولا نقص