وآمن معه كثير من قومه وأتباعه، وقد قيل: إنه هو المشار إليه في قوله تعالى: {أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين (٣٧)} [الدخان: ٣٧].
وذلك أنه لما آمن خالف كثير من قومه فأهلكهم الله عز وجل، وكان تبع -رحمه الله تعالى- يجمع قومه وأشراف مشيرته والملوك منهم فيذكرهم بالله عز وجل. فمن كلامه: أيها الناس إن الدهر نفد أكثره ولم يبق أهله، وإن الكثير إذا قل إلى النقصان أحرى منه إلى الزيادة، فسارعوا إلى المكارم فإنها تقربكم إلى الفلاح، واعلموا أنه من سلم من يومه لم يسلم من غده، ومن سلم من غده لم يسلم مما بعده، وإنكم لتسوون الآباء والأجداد، وتصيرون إلى ما صاروا إليه، والموت كل يوم إلى المرء قريب من حياته إليه وإليه، ولكل زمان أهل ولكل دائرة سبب، وسبب عطلان هذه الفترة التي من عز فيها بز من هو دونه، الوقوف على ظهور نبي يبعث بدينه، ويخصه بالكتاب المبين، على رسول من المرسلين رحمة للمؤمنين وحجة على الكافرين، فليكن ذلك عندكم وعند أبنائكم بعدكم قرنًا فقرن، جيلًا فجيل، ليتوقفوا ظهوره، وليجتهدوا في نصره على كافة الأعداء حتى يفي الناس له إلى أمر الله.