وأما التوكيد فقال الزمخشري: فائدة: (أما) في الكلام أن تعطيه فضل توكيد، تقول: زيد ذاهب، فإذا قصدت توكيد ذلك وأنه لا محالة ذاهب، وأنه بصدد الذهاب، وانعقدت عزيمته قلت: أما زيد فذاهب، ولذلك قال سيبويه في تفسيره: مهما يكن من شيء فزيد ذاهب، ويفصل بين «أما» والفاء بمبتدأ، كالآيات السابقة، أو خبر، نحو: أما في الدار فريد، أو جملة شرط، نحو قوله تعالى:{فأما إن كان من المقربين فروح وريحان}[الواقعة: ٨٨، ٨٩]، أو اسم منصوب بالجواب، نحو قوله تعالى:{فأما اليتيم فلا تقهر}[الضحى: ٩]، أو أسم معمول لمحذوف يفسره ما بعد الفاء، نحو قوله تعالى:{وأما ثمود فهديناهم}[فصلت: ١٧] في قراءة بعضهم بالنصب.
[تنبيه]
ليس من أقسام «أما» التي في قوله تعالى: {أماذا كنتم تعملون}[النمل: ٨٤]، بل هي كلمتان: أم المنقطعة، وما الاستفهامية.
[١٨ - وأما (أما) المفتوحة]
فلم ترد في القرآن، ولها معنيان:
الأول: أن تكون حرف استفتاح بمعنى (ألا) كقول الشاعر:
أما والذي أبكي وأضحك والذي ... أمات وأحيا والذي أمره الأمر
الثاني: أن تكون بمعنى حقاً، أو أحقاً، على خلاف في ذلك، فعلى أنها بمعنى حقاً هي حرف واحد، كما ذهب إليه ابن خروف، وعلى أنها بمعنى