التشبيه: نحو قوله تعالى: {وله الجوار المنشئات في البحر كالأعلام}[الرحمن: ٢٤]، والتعليل، نحو:{كما أرسلنا فيكم}[البقرة: ١٥١]، قال الأخفش: أي: لأجل إرسالنا فيكم رسولاً منكم، {وأذكروه كما هداكم}[البقرة: ١٩٨]، أي: لأجل هدايته إياكم، {ويكأنه لا يفلح الكافرون}[القصص: ٨٢]، أي: أعجب لعدم فلاحهم، {أجعل لنا إلاهاً كما لهم آلهة}[الأعراف: ١٣٨].
والتأكيد: وهي الزائدة، وحمل عليه الأكثرون قوله تعالى:{ليس كمثله شيء}[الشورى: ١١]، أي: ليس مثله شيء، ولو كانت غير زائدة لزم إثبات المثل، وهو محال، والقصد بهذا الكلام نفيه، قال ابن جني: وإنما زيدت لتوكيد نفي المثل؛ لأن زيادة الحرف بمنزلة إعادة الجملة ثانياً، قال الراغب: إنما جمع بين الكاف والمثل لتأكيد النفي، تنبيهاً على أنه لا يصح استعمال المثل ولا الكاف، فنفى بليس الأمرين جميعاً، وقال ابن فورك: ليست زائدة، والمعنى: ليس مثل مثله شيء، وإذا نفيت التماثل عن المثل، فلا مثل لله في الحقيقة، وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: مثل تطلق، ويراد بها الكاف، كقولك: مثلك لا يفعل هذا، أي: أنت لا تفعله، كما قال:
ولم أقل مثلك أعني به ... سواك يا فرداً بلا مشبه
وقد قال تعالى:{فإن أمنوا بمثل ما أمنتم به فقد اهتدوا}[البقرة: ١٣٧]،