مشددة النون: حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر، ومعناه: الاستدراك، وفسر بأن تنسب لما بعدها حكماً مخالفاً لحكم ما قبلها، ولذلك لا بد أن يتقدمها كلام مخالف لما بعدها أو مناقض له، نحو قوله تعالى:{وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا}[البقرة: ١٠٢].
وقد ترد للتوكيد مجرداً عن الاستدراك، قاله صاحب «البسيط»: وفسر الاستدراك برفع ما توهم ثبوته، نحو: ما زيد شجاعاً، لكنه كريم؛ لأن الشجاعة والكرم لا يكادان يفترقان، فنفي أحدهما يوهم نفي الآخر.
ومثل التوكيد بنحو: لو جاءني أكرمته لكنه لم يجئ، فأكدت ما أفادته «لو» من الامتناع، واختار ابن عصفور أنها لهما معاً، وهو المختار، كما أن «كأن» للتشبيه المؤكد، ولهذا قال بعضهم: إنها مركبة من «لكن أن» فطرحت الهمزة للتخفيف ونون «لكن «للساكنين، كقوله:
ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل
وقال الكوفيون: هي مركبة من «لا»، وأن، والكاف الزائدة؛ لا التشبيهية، وحذفت الهمزة تخفيفاً، وقد يحذف اسمها كقوله:
فلو كنت ضبياً عرفت قرابتي ... ولكن زنجي عظيم المشافر
[٩٢ - لكن]
مخففة، ضربان:
أحدهما: مخففة من الثقيلة، وهي ابتداء لا يعمل، بل لمجرد إفادة الاستدراك، وليست عاطفة لاقترانها بالعاطف في قوله تعالى:{ولكن كانوا هم الظالمين}[الزخرف: ٧٦].