للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحافظ السيوطي - رحمه الله تعالى -: والظاهر الثاني. انتهى.

بقي احتمال أن يكون مقارناً لنبوته صلى الله عليه وسلم وهو قريب، ويدل له قول الحكيم الترمذي - رحمه الله تعالى -: إنزال القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا تسليماُ للأمة ما كان أبرز لهم من الحظ بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أن بعثة محمداً صلى الله عليه وسلم كانت رحمة، فلما خرجت الرحمة بفتح الباب جاءت بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن فوضع القرآن في بيت العزة في السماء الدنيا، ليدخل في حيز الدنيا، ووضعت النبوة في قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وجاء جبريل بالرسالة ثم الوحي، كأنه أراد أن يسلم هذه الرحمة التي كانت حظ هذه الأمة نت الله تعالى إلى الأمة. انتهى.

فائدة:

قد تبين بقول الحكيم حكمة نزوله إلى السماء الدنيا.

فإن قلت: مالسر في نزوله منجماً؟ وهلا نزل كسائر المتب السماوية؟

قلت: قال أبو شامة: قد تولى الله جوابه فقال تعالى: (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة) [الفرقان: ٣٢]، فأجابهم الله تعالى بقوله: (لنثبت به فؤادك) [الفرقان: ٣٢]، لنقوي به قلبك، فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلب، وأشد عناية بالمرسل إليه، ويستلزم من ذلك كثرة نزول الملائكة إليه، وتجدد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز، فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة، ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان، لكثرة لقائه جبريل. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>