مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت} [النساء: ١٠٠] بنصب يدركه.
[٤٣ - ثم]
بالفتح، إشارة إلى المكان البعيد، نحو قوله تعالى:{وأزلفنا ثم الآخرين}[الشعراء: ٦٤]، وهو ظرف لا يتصرف، فلذلك غلط من أعربه مفعولاً لرأيت في قوله تعالى:{وإذا رأيت ثم رأيت}[الإنسان: ٢٠]، وقرئ:{فإلينا مرجعهم ثم الله}[يونس: ٤٦]، أي: هنالك الله شهيد، بدليل:{هنالك الولاية لله الحق}[الكهف: ٤٤]، وقال الطبري في قوله تعالى:{أثم إذا ما وقع أمنتم به}[يونس: ٥١]، معناه: هنالك، وليست ثم العاطفة، وهذا وهم اشتبه عليه المضمومة بالمفتوحة، كذا قاله ابن هشام في «المغني»، وتابعه الحافظ السيوطي في «الإتقان»، وليس ما قالاه بصواب، قال أبو حيان في تفسيره: قرأ طلحة بن مصرف «أثم» بفتح الثاء، وهذا يناسب تفسير الطبري:[أهنالك، انتهى، فلذا تبين أنه] قد قرئ بها في هذه الآية، فلا وهم، فقد تكون هذه القراءة هي المختارة عند ابن جرير، فإنه أحد الأئمة المجتهدين، وهو أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد، الإمام المجتهد، لم يقلد أحداً، وكان من أفراد / الدنيا، وله «التفسير الكبير»، الذي ما ألف مثله، و «التاريخ» الكبير، وغير ذلك، والطبري نسبة إلى طبرستان، وهو إقليم