قال: وهذا الوجه داخل في بلاغته، فلا يجب أن يعد فنًا مفردًا في إعجازه.
قال: والأوجه التي قبله تعد في خواصه وفضائله، لا إعجازه. وحقيقة الإعجاز الوجوه الأربعة الأول فليعتمد عليها. انتهى.
[تنبيهات]
الأول: اختلف في قدر المعجز من القرآن، فذهب بعض المعتزلة إلى أنه متعلق بجميع القرآن، والآيتان السابقتان ترده.
وقال القاضي: يتعلق الإعجاز بسورة؛ طويلة كانت أو قصيرة تثبتًا بظاهر قوله:{بسورةٍ}.
وقال في موضع آخر: يتعلق بسورة أو قدرها من الكلام، بحيث يتبين فيه تفاضل قوى البلاغة؛ قال: فإذا كانت آية بقدر حروف سورة، وإن كانت كسور (الكوثر) فذلك معجز.
قال: ولم يقم دليل على عجزهم عن المعارضة من هذا القدر.
وقال قوم: لا يحصل الإعجاز بآية، بل يشترك الآيات الكثيرة.
وقال آخرون: يتعلق بقليل القرآن وكثيره؛ لقوله [تعالى]: {فليأتوا بحديثٍ مثله إن كانوا صادقين}[الطور: ٣٤]، قال القاضي: ولا دلالة في الآية؛ لأن الحديث التام لا تتحصل حكايته في أقل من كلمات سورة [قصير].