للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الاستدراك والاستثناء]

شرط كونهما من البديع أن يتضمنا ضربًا من المحاسن زائدًا على ما يدل عليه المعنى اللغوي.

مثال الاستدراك قوله تعالى: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا} [الحجرات: ١٤]، فإنه لو اقتصر على قوله: {قل لم تؤمنوا} لكان منفرًا لهم؛ لأنهم ظنوا الإقرار بالشهادتين من غير اعتقاد إيمانًا، فأوجبت البلاغة ذكر الاستدراك؛ ليعلم أن الإيمان موافقة القلب اللسان، وإن انفراد اللسان بذلك يسمى إسلامًا، ولا يسمى إيمانًا. وزاد ذلك إيضاحًا بقوله: {ولما يدخل الإيمان في قلوبكم}، فلما تضمن الاستدراك إيضاح ما عليه ظاهر الكلام من الإشكال عد من المحاسن.

ومثال الاستثناء قوله تعالى: {فلبث فيهم ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا} [العنكبوت: ٢٧]، فإن الإخبار عن هذه المدة بهذه الصيغة تمهد عذر نوح- عليه الصلاة والسلام- في دعائه على قومه بدعوة أهلكتهم عن آخرهم؛ إذ لو قيل: فلبث فيهم تسعمائة وخمسين عامًا لم يكن فيه من التهويل ما في الأول؛ لأن لفظ الألف في الأول أول ما يطرق السمع فيشتغل بها عن سماع بقية الكلام/. فإذا جاء الاستثناء لم يبق له ما تقدمه وقع يزيل ما حصل عنده من ذكر الألف.

[الاقتصاص]

ذكره ابن فارس، وهو أن يكون كلام في سورة (مقتص) من كلام في

<<  <  ج: ص:  >  >>