وكذا قوله تعالى:{فكبكبوا فيها}[الشعراء: ٦٤]؛ لأنه أبلغ من كبوا، للإشارة إلى أنهم يكبون كبًا عنيفًا فظيعًا، {وهم يصطرخون}[فاطر: ٣٧] أبلغ من «يصرخون» للإشارة إلى أنهم يصرخون صرخًا منكرًا خارجًا عن المعتاد، {أخذ عزيزٍ مقتدرٍ}[القمر: ١٢]، فإنه أبلغ من قادر، للإشارة إلى زيادة التمكن في القدرة، وأنه تعالى شأنه لا راد له ولا معقب.
ومثل ذلك:{واصطبر}[مريم: ٩٥]، فإنه أبلغ من «اصبر» و «الرحمن» فإنه أبلغ من «الرحيم»، و «الرحيم» يشعر باللطيف والرفق، كما أن الرحمن مشعر بالفخامة والعظمة.
ومنه الفرق بين سقى، وأسقى، فإنه «سقى» لما لا كلفة معه في السقيا، ولهذا أورده تعالى في شراب الجنة، فقال عز من قائل:{وسقاهم ربهم شرابًا طهورًا}[الإنسان: ٢١]، و «أسقى» لما فيه كلفة، ولهذا أورده في شراب الدنيا فقال جل شأنه:{وأسقيناكم ماءً فراتًا}[المرسلات: ٢٧]، {لأسقيناهم ماءً غدقًا}[الجن: ١٦]؛ لأن السقي في الدنيا لا يخلو من الكلفة أبدًا.