تنصب مفعولين كظن وأخواتها، وعلم فعل ماض، ومعناه اليقين، قال تعالى:{فإن علمتموهن مؤمنات لا ترجعوهن إلى الكفار}[الممتحنة: ١٠]، فإن لم تكن علم بمعنى تيقن عديت إلى مفعول واحد، وهي التي تكون بمعنى عرف، قال بعض شراح المفصل: لأن المعرفة في الأصل تقتصر على الذات بخلاف العلم فإنه يعم الذات والصفات، ومن ثم قيل: عرفت الله، ولم يقل: علمت الله.
وإذا أدخلت الهمزة أو التضعيف على (علم) التي بمعنى تيقن، تعدت إلى ثلاثة مفاعيل، تقول: أعلمت زيداً عمراً منطلقاً، فإن كان بمعنى عرف، عديت إلى مفعولين، كقوله تعالى:{وعلم آدم الأسماء كلها}[البقرة: ٣١]، وقوله تعالى:{وعلمناه من لدنا علماً}[الكهف: ٦٥].
[٦٨ - عند]
ظرف مكان، يستعمل في الحضور والقرب، سواء كانا حسيين، نحو قوله تعالى:{فلما رءاه مستقراً عنده}[النمل: ٤٠]، {عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى}[النجم: ١٤، ١٥]، أو معنويين، نحو قوله تعالى:{قال الذي عنده علم من الكتاب}[النمل: ٤٠]، {وإنهم عندنا لين المصطفين}[ص: ٤٧]، {في مقعد صدق عند مليك}[القمر: ٥٥]، {أحياء عند ربهم}[آل عمران: ١٦٩]، {رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة}[التحريم: ١١]، فالمراد في هذه الآيات قرب التشريف، ورفعة المنزلة.
ولا تستعمل إلا ظرفاً أو مجرورة بمن خاصة، نحو:{فمن عندك}[القصص: ٢٧]، {ولما جاءهم رسول من عند الله}[البقرة: ١٠١].
وتعاقبها «لدى»، و «لدن»، نحو قوله تعالى:{لدى الحناجر}[غافر: ١٨]، {لدا الباب}[يوسف: ٢٥]، {وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل