من قولهم: ثغر رتل ورتل بكسر العين وفتحها أنه إذا كان حسن التنضيد، ورتلت الكلام ترتيلا إذا تمهلت فيه، ويقال: ثغر رتل من الثنايا بافتراق قليل، وقوله تعالى:{ترتيلا} تأكيد في إيجاب الأمر، وأنه مما لابد منه للقارئ، وقيل: الترتيل مستحب، ومشروعيته ليست لمجرد التدبر، فإن العجمي الذي لا يفهم معنى القرآن شرع له أيضا؛ لأنه أقرب إلى الاحترام، وأشد تأثيرا في القلب.
[وهل الأفضل الترتيل وقلة القراءة أو السرعة وكثرتها؟]
والصحيح؛ بل الصواب أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من السرعة مع كثرتها، وعن بعضهم: ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرا، وثواب كثرة القراءة أكثر عددا، ومثل ذلك، بأن الأول كمن تصدق بجوهرة عظيمة أو أعتق عبدا قيمته نفيسة جدا، والثاني كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم أو أعتق عددا من العبيد قيمتهم رخيصة.