كذا، وتبعه ابن هشام في «المغني» فيأتي بالزعم بمعنى التحقيق، والله أعلم.
[٥٥ - السين]
حرف يختص بالمضارع، ويخلصه للاستقبال، ويتنزل منه منزلة الجزاء، فلذا لم يعمل فيه، وذهب البصريون إلى أن مدة الاستقبال معه أضيق منها مع (سوف)، وعبارة المعربين فيها حرف تنفيس، ومعناه حرف توسع؛ لأنها نقلت المضارع من الزمان الضيق وهو الحال إلى الزمن الواسع وهو الاستقبال، وذكر بعضهم أنها قد تأتي للاستمرار لا للاستقبال، كقوله تعالى:{ستجدون آخرين} الآية [النساء: ٩١]، {سيقول السفهاء} الآية [البقرة: ١٤٢]؛ لأن ذلك إنما نزل بعد قولهم:«ما ولاهم» فجاءت السين إعلاماً بالاستمرار، لا بالاستقبال، قال ابن هشام: وهذا لا يعرفه النحويون، بل الاستمرار إنما يكون في المستقبل، قال: وزعم الزمخشري أنها إذا دخلت على فعل محبوب أو مكروه أفادت أنه واقع لا محالة، ولم أر من فهم وجه ذلك، ووجهه أنها تفيد [الوعد] بحصول الفعل فدخولها على ما يفيد الوعد أو الوعيد مقتض لتوكيده، وتثبيت معناه، وقد أومي إلى ذلك في سورة (البقرة)، فقال:{فسيكفيكهم الله}[البقرة: ١٣٧]، معنى السين أن ذلك كائن لا محالة، وإن تأخر إلى حين، وصرح به في سورة براءة، فقال في قوله تعالى:{أولئك سيرحمهم الله}[التوبة: ١٨٤]: السين مفيدة وجود الرحمة لا محالة، فهي تؤكد الوعد كما تؤكد الوعيد في قولك: سأنتقم منك.