للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثاني: سيأتي أن هذه المعاني لـ (أو)، والفرق بينها وبين (إما): أن (إما) يبني الكلام معها من أول الأمر على ما جيء بها لأجله، ولذلك وجب تكرارها، أو يفتتح الكلام معها على الجزم، ثم يطرأ الإبهام أو غيره، ولهذا لم تتكرر.

الثالث: ليس من أقسام (إما) التي في قوله تعالى: {فإما ترين من البشر أحداً} [مريم: ٢٦]، بل هي كلمتان: (إن) الشرطية، و (ما) الزائدة.

[٢٠ - إن، بالكسر والتخفيف]

على أوجه:

الأول: أن تكون شرطية نحو قوله تعالى: {إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين} [الأنفال: ٣٨]، وإذا دخلت على (لم) فالجزم بـ (لم) لا بها، نحو قوله تعالى: {فإن لم تفعلوا} [البقرة: ٢٤]، أو على (لا) فالجزم بها، نحو قوله تعالى: {وإلا تغفر لي} [هود: ٤٧]، و {إلا تنصروه} [التوبة: ٤٠]، والفرق: أن (لم) عامل يلزم معموله، ولا يفصل بينها بشيء، و (إن) يجوز الفصل بينها وبين معمولها بمعموله، و (لا) لا تعلم الجزم إذا كانت نافية، فأضيف العمل إلى (إن).

الثاني: أن تكون نافية، وتدخل على الاسمية والفعلية، نحو قوله تعالى: {إن الكافرون إلا في غرور} [الملك: ٢٠]، {إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم} [المجادلة: ٢]، {إن أردنا إلا الحسنى} [التوبة: ١٠٧]، {إن يدعون من دونه إلا إناثاً} [النساء: ١١٧]، وقيل: لا تقع إلا وبعدها (إلا) كما تقدم، أو (لما) المشددة، نحو قوله تعالى: {إن كل نفس لما عليها حافظ} [الطارق: ٤] في

<<  <  ج: ص:  >  >>