وقوله تعالى:{يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا ويجعل من يشاء عقيمًا}[الشورى: ٤٩، ٥٠]، استوفى جميع أحوال الزوجين ولا خامس لها.
[التدبيج]
هو أن يذكر المتكلم ألوانًا يقصد التورية بها والكناية.
قال ابن أبي الإصبع: كقوله تعالى: {ومن الجبال جدد بيض وحمر تختلف ألوانها وغرابيب سود}[فاطر: ٢٧]، فإن المراد بذلك -والله أعلم- الكناية عن المشتبه والواضح من الطرق؛ لأن الجادة البيضاء هي الطريق التي كثر السلوك عليها جدًا، وهي أوضح الطرق وأبينها، ودونها الحمراء، [ودون الحمراء] السوداء؛ لأنها في الخفاء والالتباس ضد البيضاء في الظهور والوضوح.
ولما كانت هذه الألوان الثلاثة في الظهور للعين طرفين ووسطة؛ فالطرف الأعلى في الظهور البياض، والطرف الأدنى في الخفاء السواد، والأحمر بينهما على وضع الألوان في التركيب.