قال الزركشي في "البرهان": لا يجوز تعد أمثلة القرآن، لذلك أنكر على الحريري قوله: فأدخلني بيتا أحرج من التابوت، وأوهن من بيت العنكبوت. وأي معنى أبلغ من معنى أكده الله- جل شأنه- من ستة أوجه، حيث قال:{وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت}[العنكبوت: ٤١]، فأدخل (إن) وبنى أفعل التفضيل، وبناه من الوهن، وأضافه إلى الجمع، وعرف الجمع باللام، وأتى في خبر "إن" باللام.
لكن استشكل هذا بقوله تعالى:{إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}[البقرة: ٢٦]، وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل بما دون البعوضة، فقال:"لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة".
قال الحافظ/ السيوطي- رحمه الله تعالى-: قد قال قوم في الأثر: إن معنى {فما فوقها} في الخسة. وعبر بعضهم عن هذا بقوله: معناه: (فما دونها). فزال الإشكال.