وجهًا آخر وهو أن هارون لما كان أفصح لسانًا من موسى - عليه السلام - سكت فرعون عن خطابه حذرًا من لسانه ومثله قوله تعالى:{فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}[طه: ١١٧] قال ابن عطية أفرده بالشقاء لأنه المخاطب أولًا والمقصود في الكلام وقيل لأن الله تعالى جعل الشقاء في معيشة الدنيا في جانب الرجال وقيل إغضاء عن ذكر المرأة كما قيل من الكرم ستر الحُرَم.
الثامن عشر: خطاب الجمع بلفظ الاثنين كما تقدم في قوله تعالى: {أَلْقِيَا}[ق: ٢٤].
التاسع عشر: خطاب الجمع بعد الواحد كقوله تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا}[يونس: ٦١].
قال ابن الأنباري جمع في الفعل الثالث ليدل على أن الأمة داخلون مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومثله قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ}[الطلاق: ١].
العشرون: عكسه وهو خطاب الواحد بعد الجمع نحو قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}[يونس: ٨٧].
الحادي والعشرون: خطاب الاثنين بعد الواحد نحو قوله تعالى: {أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ}[يونس: ٧٨].