للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٤٦ - حتى]

حرف لانتهاء الغاية كإلى، [لكن] يفترقان في أمور فتنفرد حتى بأنها لا تجر إلا الظاهر، والآخر المسبوق بذي أجزاء، والملاقي له، نحو قوله تعالى: {وسلام هي حتى مطلع الفجر} [القدر: ٥]، وأنها لإفادة تقضي الفعل قبلها شيئاً فشيئاً، وأنها [لا] يقال بها ابتداء الغاية، وأنها يقع بعدها المضارع المنصوب بأن المقدرة، ويكونان في تأويل مصدر مخفوض.

ثم لها حينئذ - أي إذا دخلت على المضارع المنصوب - ثلاثة معان:

مرادفة إلى، نحو قوله تعالى: {لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} [طه: ٩٢]؛ أي: إلى رجوعه.

ومرادفة كي التعليلية نحو قوله تعالى: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم} [البقرة: ٢١٧]، و {لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا} [المنافقون: ٧]، [و] مثلها: {فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} [الحجرات: ٩].

ومرادفة (إلا) في الاستثناء، وجعل منه ابن مالك وغيره قوله تعالى: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا} [البقرة: ١٠٢]، قال ابن هشام في المغني: والظاهر في [هذه] الآية خلافه، وأن المراد معنى الغاية.

مسألة:

متى دل دليل على دخول الغاية التي بعد «إلى» و «حتى» في حكم ما قبلها أو على عدم دخوله، فواضح أنه يعمل به:

فالأول: نحو قوله تعالى: {وأيديكم إلى المرافق} [المادة: ٦]، {وأرجلكم

<<  <  ج: ص:  >  >>