حرف لانتهاء الغاية كإلى، [لكن] يفترقان في أمور فتنفرد حتى بأنها لا تجر إلا الظاهر، والآخر المسبوق بذي أجزاء، والملاقي له، نحو قوله تعالى:{وسلام هي حتى مطلع الفجر}[القدر: ٥]، وأنها لإفادة تقضي الفعل قبلها شيئاً فشيئاً، وأنها [لا] يقال بها ابتداء الغاية، وأنها يقع بعدها المضارع المنصوب بأن المقدرة، ويكونان في تأويل مصدر مخفوض.
ثم لها حينئذ - أي إذا دخلت على المضارع المنصوب - ثلاثة معان:
مرادفة إلى، نحو قوله تعالى:{لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى}[طه: ٩٢]؛ أي: إلى رجوعه.
ومرادفة كي التعليلية نحو قوله تعالى:{ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم}[البقرة: ٢١٧]، و {لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا}[المنافقون: ٧]، [و] مثلها: {فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله}[الحجرات: ٩].
ومرادفة (إلا) في الاستثناء، وجعل منه ابن مالك وغيره قوله تعالى:{وما يعلمان من أحد حتى يقولا}[البقرة: ١٠٢]، قال ابن هشام في المغني: والظاهر في [هذه] الآية خلافه، وأن المراد معنى الغاية.
مسألة:
متى دل دليل على دخول الغاية التي بعد «إلى» و «حتى» في حكم ما قبلها أو على عدم دخوله، فواضح أنه يعمل به:
فالأول: نحو قوله تعالى: {وأيديكم إلى المرافق}[المادة: ٦]، {وأرجلكم