وقد أشكل على هذه القاعدة قوله تعالى:{والله لا يحب كل مختال فخور}[الحديد: ٢٦٥] أنه يقتضي إثبات الحب لمن فيه أحد الوصفين.
وأجيب: بأن دلالة المفهوم إنما يعول عليها عند عدم المعارض، وهو هنا موجود، إذ دل الدليل على تحريم الاختيال والفخر مطلقاً.
مسألة:
تتصل ما بـ «كل» نحو: {كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً}[البقرة: ٢٥]، وهي مصدرية، لكنها نابت بصلتها عن ظرف زمان، كما ينوب عنه المصدر الصريح، والمعنى: كل وقت، ولهذا تسمى «ما» هذه المصدرية الظرفية، أي: النائبة عن الظرف، لا أنها ظرف في نفسها فـ «كل» من «كلما» منصوب على الظرفية، لإضافته إلى شيء هو قائم مقامه، وناصبه الفعل الذي هو جواب في المعنى.
وقد ذكر الفقهاء والأصوليون أن كلما للتكرار، وقال أبو حيان: وإنما ذلك من عموم «ما»؛ لأن الظرفية مراد بها العموم، وكل أكدته.
[٨٢ - كلا وكلتا]
اسمان مفردان لفظاً، مثنيان معنى، مضافان أبداً لفظاً ومعنى إلى كلمة واحدة معرفة دالة على اثنين، قال الراغب: وهما في التثنية ككل في الجمع، قال تعالى:{كلتا الجنتين أتت}[الكهف: ٣٣].انتهى.
وتكون كلا وكلتا ملحقتين بالمثنى إذا أضفتهما إلى مضمر، نحو: جاءني كلاهما، ورأيت كليهما، ومررت بكليهما، وجاءتني كلتاهما، ورأيت كلتيهما، ومررت بكليتهما، فإن أضيفتا إلى ظاهر أعربتا بألف رفعاً ونصباً وجراً، نحو: جاءني كلا الرجلين، ورأيت كلا الرجلين، ومررت بكلا الرجلين.