ذلك من طريق الفكر والسر، ورزقه الله تعالى يحيى -عليه الصلاة والسلام- فورث حاله وماله كما تمنى وقتل عليه السلام شهيدًا منشورًا بالمنشار.
[قصة نبي الله يحيى -عليه الصلاة والسلام-]
نبأه الله سبحانه وتعالى واصطفاه، وأيده بالحكمة والمعرفة، وعلمه التوراة، كل ذلك وهو طفل صغير، ولما نبئ كان عمره ثلاث سنين، وأرسل إلى بني إسرائيل. وكان أكبر من عيسى عليه السلام بنحو ثلاثة أعوام، فبشر بعيسى عليه السلام، وأخبرهم أنه سيوجد، ونصح لله وأرشد العباد، ودعا إلى توحيد الله تعالى وطاعته. وكان قد كثر الفساد والطغيان في بني إسرائيل، فدعاهم إلى الله سبحانه وتعالى.
وكان حصورًا لا يريد النساء ولا يشتهيهم، وكان ذا مقام عظيم في التجرد عن الدنيا والعزوب عنها، وكان مقامه عليه السلام إدمان الصوم وملازمة الجوع والسهر، وقد مدحه الله -جل شأنه- وأثنى عليه في قوله تعالى: {فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقًا بكلمةٍ من الله وسيدًا وحصورًا ونبيًا من الصالحين (٣٩)} [آل عمران]، قتل عليه السلام شهيدًا قطع رأسه