منصوب ب «إذا»؛ لأنهم يريدون بذلك ما إذا كانت حرفاً ناصباً له، ولا ينفي ذلك رفع الفعل بعدها إذا أريد بها {إذا} الزمانية معوضاً عن جملتها التنوين، كما أن منهم من يجزم ما بعد (من) إذا جعلها شرطية، ويرفعه إذا أريد بها الموصولة. انتهى. فهؤلاء قد حاموا حول ما حام عليه الشيخ إلا أنه ليس أحد منه من المشهورين في النحو، وممن يعتمد قوله فيه، نعم ذهب بعض النحاة أصل «إذا» الناصبة اسم، والتقدير في «إذا أكرمك»: إذا جئتني أكرمك، فحذفت الجملة، وعوض منها التنوين، وأضمرت «إن»، وذهب آخرون إلى أنها حرف مركبة من وإذا، وإنه، حكى القولين ابن هشام في «المغني» ..
التنبيه الثاني:
الجمهور أن {إذا} يوقف عليها بالألف المبدلة من النون، وعليه إجماع القراء، وجوز قوم - منهم المبرد والمازني. في غير القرآن الوقوف عليها بالنون، كـ {لن}، و {أن}، وينبني على هذا الخلاف في الوقف عليها كتابتها، فعلى الأول تكتب بالألف كما رسمت في المصاحف، وعلى الثاني بالنون.
قال الحافظ السيوطي -رحمه الله تعالى-: والإجماع في القرآن على الوقف عليها وكتابتها بالألف دليل على أنها اسم منون لا حرف آخره نون، خصوصاً أنها لم تقع فيه ناصبة للمضارع، فالصواب إثبات هذا المعنى لها، كما جنح إليه الشيخ، ومن سبق النقل عنه، انتهى كلام السيوطي، والذي