ترد «على» اسماً، فيما ذكره الأخفش، إذا كان مجروراً وفاعل معلقها ضميرين لمسمى واحد، نحو قوله تعالى:{أمسك عليك زوجك}[الأحزاب: ٣٧]، لما تقدمت الإشارة إليه في إلى، قال ابن هشام في المغني: وفيه نظر؛ لأنها لو كانت اسماً في هذه المواضع [لصح] حلول (فوق) محلها، ولأنها لو لزمت اسميتها لما ذكر لزم الحكم باسمية «إلى» في نحو: {فصرهن إليك}[البقرة: ٢٦٠]، {واضمم إليك}[القصص: ٣٢]، {وهزي إليك}[مريم: ٢٥]، وهذا كله يتخرج إما أنها على التعلق بمحذوف كما قيل في:«سقيا لك»، وإما على حذف مضاف، أي: هون عليك نفسك، واضمم إلى نفسك.
وترد فعلاً من العلو، ومنه قوله تعالى:{إن فرعون علا في الأرض}[القصص: ٤].
٦٥ - عن:
حرف جر، له معان:
أشهرها: المجاوزة، نحو قوله تعالى:{فليحذر الذين يخالفون عن أمره}[النور: ٦٣]، أي: يجاوزونه ويبتعدون عنه.
ثانيها: البدل، نحو قوله تعالى:{لا تجزي نفس عن نفس شيئاً}[البقرة: ٤٨].
ثالثها: التعليل، نحو قوله تعالى:{وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة}[التوبة: ١١٤]، أي: لأجل موعدة، {وما نحن بتاركي ءالهتنا عن قولك}[هود: ٥٣].
رابعها: بمعنى على، نحو قوله:{فإنما يبخل عن نفسه}[محمد: ٣٨]، أي: عليها.
خامسها: بمعنى «من»، نحو قوله تعالى:{وهو الذي يقبل التوبة عن عباده}