آخر، وهو قوله تعالى:{فذبحوها}، وأما قوله تعالى:{لقد كدت تركن}[الإسراء: ٧٤]، مع أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يركن لا قليلاً ولا كثيراً، فإنه مفهوم من جهة أن لولا الامتناعية تقتضى ذلك.
فعل ناقص متصرف، يرفع الاسم وينصب الخبر، معناه في الأصل المضي والانقطاع، نحو قوله تعالى:{كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالاً وأولاداً}[التوبة: ٦٩]، وتأتي بمعنى الدوام والاستمرار، نحو:{وكان الله غفوراً رحيماً}[النساء: ٩٦]، {وكنا بكل شيء عالمين}[الأنبياء: ٨١]، أي: لم نزل كذلك، وعلى هذا المعنى تتخرج جميع الصفات الذاتية المقترنة بكان، قال أبو بكر الرازي:«كان» في القرآن على خمسة أوجه، بمعنى: الأزل والأبد، كقوله تعالى:{وكان الله عليماً حكيماً}[النساء: ١٧]، وبمعنى المضي المنقطع، وهو الأصل في معناها، نحو قوله تعالى:{وكان في المدينة تسعة رهط}[النمل: ٤٨]، وبمعنى الحال، نحو قوله تعالى:{كنتم خير أمة}[آل عمران: ١١٠]، {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً}[النساء: ١٠٣]،