[قاعدة: قد يشربون لفظاً معنى لفظ فيعطونه حكمه، ويسمى ذلك تضميناً.
وفائدته: أن تؤدي كلمة مؤد كلمتين، قال الزمخشري: ألا ترى في رجع معنى {ولا تعد عيناك عنهم}[الكهف: ٢٨] إلى قولك: ولا تقتحم عيناك مجاوزتين إلى غيرهم، {ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم}[النساء: ٢]، أي: ولا تضموا إليها آكلين. انتهى كلامه.
قال ابن هشام في «المغني»: ومن مثل ذلك أيضاً: قوله تعالى: {الرفث إلى نسائكم}[البقرة: ١٨٧]، ضمن الرفث معنى الإفضاء، فعدي بإلى، مثل:{وقد أفضى بعضكم إلى بعض}[النساء: ٢١]، وإنما أصل الرفث أن يتعدى بالباء، يقال: أرفث فلان بامرأته، وقوله تعالى:{وما يفعلوا من خير فلن يكفروه}[آل عمران: ١١٥]، أي: فلن يحرموا ثوابه، ولهذا عدي إلى اثنين لا إلى واحد، وقوله تعالى:{ولا تعزموا عقدة النكاح}[البقرة: ٢٣٥]، أي: لا تنووا، ولهذا عدي بنفسه لا بعلى، وقوله تعالى:{لا يسمعون إلى الملإ الأعلى}[الصافات: ٨]، أي: لا يصغون، وقولهم: سمع الله لمن حمده أي: استجاب، فعدي يسمع في الأول بإلى، وفي الثاني باللام، وإنما أصله أن يتعدى بنفسه، مثل:{يوم يسمعون الصيحة}[ق: ٤٢]، وقوله تعالى:{والله يعلم المفسد من المصلح}[البقرة: ٢٢٠]، أي: