وقد مثل لها في «التلخيص» بقوله تعالى: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله}[فاطر: ٤٣]. وفي «الإيضاح» بقوله تعالى: {وإذا رأيت الذين يخوضون في ايتنا}[الأنعام: ٦٨]، وتعقب: بأن في الآية الثانية: حذف موصوف «الذين» وفي الأولى: إطناباً بلفظ «السيء»؛ لأن المكر لا يكون إلا سيئاً، وإيجاز بالحذف لأن الاستثناء غير مفرغ، أي: بأحد، وبالقصر في الاستثناء.
وأجيب: بأن بعض المكر غير سيء، لقوله تعالى:{ومكروا ومكر الله}[آل عمران: ٥٤]، لأنه جواب [عنه]، وعن الاستثناء بأن بعض المحذوفات متناسية لا يتوقف عليه تأدية المعنى.
فصل:
والإيجاز والاختصار بمعنى واحد، وقال بعضهم: الاختصار خاص بحذف الجمل، بخلاف الإيجاز.