لا تقع إلا اسماً، فترد موصولة، نحو قوله تعالى:{وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون}[الأنبياء: ١٩]، وشرطية، نحو قوله تعالى:{من يعمل سوءا يجز به}[النساء: ١٢٣]، واستفهامية، نحو:{من بعثنا من مرقدنا}[يس: ٥٢]، ونكرة موصوفة:{ومن الناس من يقول}[البقرة: ٨]، أي: فريق يقول.
وهي كـ «ما» في استوائها في المذكر والمفرد وغيرها، والغالب استعمالها في العالم عكس «ما»، ونكتته: أن «ما» أكثر وقوعاً في الكلام منها، وما لا يعقل أكثر ممن يعقل، فأعطوا ما كثرت مواضعه للكثير، وما قلت للقليل للمشاكلة. قال ابن الأنباري: واختصاص «من» بالعالم، و «ما» بغيره في الموصولتين دون الشرطيتين؛ لأن الشرط يستدعي الفعل، ولا يدخل على الأسماء.
[١١٠ - مهما]
اسم؛ لعود الضمير عليها في قوله تعالى:{مهما تأتنا به}[الأعراف: ١٣٢]، قال الزمخشري: عاد عليها ضمير «به»، وضمير «بها» حملاً على اللفظ، وعلى المعنى، وهي شرط لما لا يعقل غير الزمان كالآية المذكورة، وفيها تأكيد، ومن ثم قال قوم: إن أصلها ما الشرطية، وما الزائدة، أبدلت ألف الأولى هاء دفعاً للتكرار.
[وتكون ظرفاً للزمان والشرط، قاله ابن مالك، وأنكره الزمخشري، وتكون استفهامية، قاله ابن مالك وجماعة]