وقال غيره: استدل سبحانه [وتعالى] على المعاد الجسماني بضروب:
أحدها: قياس الإعادة على الابتداء، [كما] قال تعالى: {كما بدأكم تعودون}[الأعراف: ٢٩]، {كما بدأنا أول خلق نعيده}[الأنبياء: ١٠٤]، {أفعيينا بالخلق الأول}[ق: ١٥].
ثانيها: قياس الإعادة على خلق السماوات والأرض بطريق الأولى، قال [تعالى]: {أوليس الذي خلق السماوات والأرض يقادر ... } الآية [يس: ٨١].
ثالثها: قياس الإعادة على إحياء الأرض بعد موتها بالمطر والنبات.
رابعها: قياس الإعادة على إخراج النار من الشجر الأخضر.
وقد روى الحاكم وغيره أن أبي بن خلف جاء يعظم فضته، فقال: أيحيي الله هذا بعدما بلي ورم! فأنزل الله [جل شأنه]: {قل يحييها الذي أنشأها أول مرة}[يس: ٧٩]، فاستدل سبحانه [وتعالى] برد النشأة الأخرى إلى الأولى، والجمع بينهما بعلة الحدوث. ثم زاد في [الاحتجاج] بقوله عز من قائل: {الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارًا}[يس: ٨٠]، وهذا في غاية البيان في رد الشيء إلى نظيره، والجمع بينهما من حيث تبديل الأعراض [عليهما].